المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة النساء] File3110
 المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة النساء] File3110
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة النساء]

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bend-20
اامدير العام
اامدير العام
bend-20


عدد المساهمات : 1812
تاريخ التسجيل : 21/11/2011

 المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة النساء] Empty
مُساهمةموضوع: المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة النساء]    المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة النساء] Emptyالسبت ديسمبر 03, 2011 12:51 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مفاتيح سورة النساء


أولاً:اسم السورة

عدد آيات السورة :
(176) ستة وسبعون ومائة آية .
عدد كلمات السورة :
(3745) خمس وأربعون وسبعمائة وثلاثة آلاف كلمة.
عدد حروف السورة :
(14535) خمسة وثلاثون وخمسمائة وأربعة عشر ألف حرف.



ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها
أ ـ فى المصحف ..
بعد سورة "آل عمران"، وقبل سورة "المائدة".
ب ـ فى النزول ..
بعد سورة "الممتحنة"، وقبل سورة " الزلزلة".



ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول
هذه السورة تسمى بما يلى :

1- سورة " النساء" (1)
وذلك : لأن ما تحتويه من أحكامهن .. لم يرد فى غير النساء.
2- (سورة النساء الكبرى"(2)
وذلك: لأن هناك سورة أخرى تسمى بـ " سورة النساء الصغرى" وهى سورة "الطلاق "(3)



رابعاً : سبب نزول السورة
لا يوجد لها ـ جملة ـ سبب نزول



خامساً : مكية السورة و مدنيتها
السورة مدنية
وقد استغرق نزولها حسب الوقائع والحوادث، وما تقتضيه المشيئة الألهية: سبع سنوات، من العام الثالث الهجرى حتى العام التاسع منه .
وقيل أكثر من ذلك.



سادساً : فضل السورة
تحتوى هذه السورة على الفضل الكثير والخير العميم الذى ترشد إليه موضوعاتها ويوحى بها هدفها.
وسوف نقتصر هنا على بعض ماورد فى فضل بعض آياتها مما يدل على فضل الباقين.
فقد أورد الإمام ابن كثير فى تفسيره لهذه السورة ثلاث روايات يوضح بها هذا الفضل :
ففى الأولى : عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود أنه قال: "إن فى سورة النساء لخمس آيات ما يسرنى أن لى بهن الدنيا وما فيها"
قوله تعالى: { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريما }
[ النساء:31].
وقوله تعالى{ إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيما }
[النساء:40].
وقوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما } [ النساء : 48].
وقوله تعالى :{ ... ولو أنهم إذْ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما } [النساء : 64].
وقوله تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا } [ النساء: 116].
وفى الرواية الثانية : عن ابن مسعود قال: " خمس آيات فى النساء أحب إلى الله من الدنيا جميعا.
وذكر الآيات السابقة... إلا أنه فى هذه الرواية ذكر مكان قوله تعالى: ... ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ...
قوله تعالى :{ ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيما } [ النساء: 110].
وفى الثالثة: روى عن قتادة عن ابن عباس أنه قال:
ثمانى آيات نزلت فى سورة النساء خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمسس وغربت.
أولهن : { يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم } [ النساء:26].
الثانية: { والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما } [ النساء: 27].
الثالثة:{ يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا } [ النساء: 28].
ثم ذكر قول ابن مسعود سواء فى الآيات الباقية، التى سبق ذكرها.
ومن غرائب القرآن التى لا ينبغى أن تفوت دون التنويه عليها والتنبيه إليها هنا: أن السورة الرابعة التى وردت فى النصف الأول من القرآن الكريم، وهى هذه السورة، والسورة الرابعة التى وردت فى النصف الثانى من سور القرآن الكريم، وهى سورة "الحج" تشتركان فيما يلى:
أ ـ كل منهما صدرت بـ يا أيها الناس .
ب ـ كل منهما أمرت الناس بالتقوى .
هذا ..
وقد قرنت سورة النساء الأمر بالتقوى بذكر المبدأ
حيث يقول تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم.
بينما قرنت سورة الحج الأمر بالتقوى بذكر المعاد
حيث يقول تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شىء عظيم [سورة الحج].
هذا ..
ويطيب لنا أن ننبه إلي أن بعض المفسرين : ذكرفي فضلها جزءا من حديث أبي ابن كعب ، الذي حكم عليه علماء
الجرح والتعديل بأنه حديث موضوع .
مثال ذلك :
ماذكره الزمخشري والبيضاوي في تفسيريهما.. أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : "من قرأ سورة النساء: فكأنما تصدق علي كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا ، وأعطي من الأجر كمن اشتري محررا ، وبريء من الشرك ، زكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم " [للمزيد ..انظر : فضل سورة الفاتحة ]



سابعاً : صلة السورة بما قبلها
إن صلة سورة النساء بسورة آل عمران : وثيقة جدا، وواضحة فى العديد من الموضوعات، والكثير من الآيات.
ومن ذلك :
1- الحديث عن التقوى فى السورتين:
إذا كانت سورة آل عمران قد أهتمت بأمر التقوى كثيرا وختمت بالحث عليها فى قوله تعالى يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون [الآية 200] .
فإن سورة النساء بدأت بقوله تعالى { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة..}[الآية 1] .
وذلك: من آكد وجوه المناسبات فى ترتيب السور، وهو نوع من أنواع البديع، يسمى فى الشعر"تشابه فى الأطراف" .
2- الحديث عن اليهود فى السورتين:
فإذا كانت سورة آل عمران قد تحدثت عنهم فى مثل قوله تعالى :{ لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ... }[ الآية 181].
فإن سورة النساء قد تحدثت عنهم كذلك فى قوله تعالى : { من الذين هادوا يحرفون الكم عن موضعه ويقولون سمعنا وعصينا ... }[ الآية 46].
3- الأمر بطاعة الله ورسوله فى السورتين :
فإذا كان فى سورة آل عمران { قل أطيعوا الله والرسول }[الآية:32] .
فإنه فى سورة النساء{ يا أيها آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ... } [ الآية 59] .
4- الحديث عن الاستشهاد فى سبيل الله وفضله وطريقه فى السورتين.
فإذا كانت سورة آل عمران تحدثت عن الشهادة فى سبيل الله وفضل الشهداء عند ربهم فى قوله تعالى: { ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون... }[الآية 169].
فإن سورة النساء وضحت طريق الاستشهاد فى سبيل الله بقوله تعالى : { فليقاتل فى سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل فى سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه اجراً عظيما }[الآية 74] .
5- الحديث عن القرآن فى السورتين:
فإذا كانت آل عمران ذكرت أن القرآن الكريم: { منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات }
[الآية 7].
ففى النساء { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } [الآية 82] .
6- النهى عن الضعف والجبن فى السورتين.
فإذا كانت سورة ال عمران تقول فى قاعدة عامة للمؤمنين { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين }.
فإن سورة النساء تقولها فى تطبيق عملى { ولا تهنوا فى ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون } [الآية 104] .
7- الحديث عن دين الاسلام فى السورتين.
فإذا كانت آل عمران بينت خسران من يبتغ غير الإسلام دينا وعدم قبوله منه فى قوله تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين } [الآية 85] .
فإن النساء بينت أن من يبتغيه أحسن دينا { ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا } [ الآية : 125] .
8- الحديث عن ملكية الله تعالى للسماوات والأرض وما فيهن ومن فيهن
ففى آل عمران { ولله ما فى السماوات وما فى الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم } [الآية : 129].
وفى النساء [ ولله ما فى السماوات وما فى الأرض وكان الله بكل شىء محيطا }
[الآية 126]
9 - الحديث عن المنافقين فى السورتين.
ففى آل عمران { وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا فى سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم والله أعلم بما يكتمون } [ الآية 167].
وفى النساء { بشر المنافقين بأن لهم عذاب أليما } [الآية 138].
10 - النهى عن اتخاذ الكافرين أوياء من دون المؤمنين فى السورتين. ففى آل عمران { لا يتحذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } [الآية 28].
وفى النساء{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا عليكم سلطانا مبينا }[الآية144].
11- الحديث عن عناد اليهود فى السورتين.
ففى آل عمران { ألم تر إلى الذين أوتو نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون * ذلك بأنهم قالوالن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم فى دينهم ما كانوا يفترون }[الآيتان23 ، 24].
وفى النساء { يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعدما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا } [ الآية 153].
12- الحديث عن السيد المسيح عليه السلام فى السورتين .
فإذا كانت آل عمران تحدثت عن بداية أمره فى قوله تعالى { إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين * يكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين * قالت رب أنى يكون لى ولد ولم يمسسنى بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون }[ الآيات 45-47].
سورة النساء تتحدث عن نهايته وبيان الصواب فى ذلك الأمر الذى ضل فيه الكثيرون، حينما يحكى عن اليهود قولهم { وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم الا إتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما }[ الايتان 157 ، 158].
13- الحديث عن الراسخين فى العلم فى السورتين.
فإذا كانت آل عمران تحدثت عن الراسخين فى العلم من المسلمين فى قوله تعالى:
{ والراسخون فى العلم يقولون آمنا فى به كل من عند ربنا } [ الآية 7 ] .
فإن النساء تتحدث عن الراسخين فى العلم من أهل الكتاب فى قوله تعالى : { لكن الراسخون فى العلم منهم المؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك }[الآية 162].
14- الحديث عن وحدة الأنبياء فيما أوحى إليهم ووجوب الإيمان بهم فى السورتين .
فإذا كانت آل عمران أوجبت الإيمان بهم جميعا { قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } [الآية 84] .
فإن النساء تؤكد وحدتهم فيما أوحى إليهم{ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا * ورسلا قد قصصناهم عليك ورسلا لم نقصصهم عليك }[الآيات 163، 164] .
15- الحديث عن بشرية عيسى عليه السلام وعبوديته لله تعالى فى السورتين.
ففى آل عمران{ إن مثل عيسى عند الله كمثل أدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}[59]
وفى النساء{ يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السموات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلا * لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا وأستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا }[171- 173] .
16- إذا كان تعالى قد ذكر قصة أحد، فى آل عمران، مستوفأة ..!
فقد ذكر فى هذه السورة : ذيلها، وهو قوله تعالى: { فما لكم فى المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا .. }[النساء 88].
حيث إن ذلك نزل فيما يتعلق بتلك الغزوة، كما روى عن البخارى ومسلم، وغيرهما.
17- إذا كان المولى سبحانه وتعالى: قد ذكر الغزوة، التى بعد أحد، فى قوله تعالى:{ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح .. .. }الخ.. [الآية 172] .
فإنه قد أشار سبحانه وتعالى إليها فى هذه السورة: بقوله تعالى: { ولا تهنوا فى ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ... }[النساء 104].
هذا ..
ومن أمعن نظره .. وجد كثيرا مما ذكر فى هذه السورة مفصلا لما ذكر فيما قبلها؛ وحينئذ: يظهر مزيد الارتباط، وغاية الاحتباك.



ثامناً : هدف السورة
أ – رسم مفرق الطريق بين منهج الله، ومناهج البشر، بالدقة والوضوح، الذى لاتبقى معه ريبة لمستريب.
ب ـ محو ملامح المجتمع الجاهلى، ونبذ رواسبه.
جـ ـ بناء الجماعة المسلمة وإنشاء المجتمع الإسلامى، وحماية تلك الجماعة، وصيانة هذا المجتمع.
مع الاهتمام بعملية تكييف ملامح المجتمع المسلم الجديد، وتطهيره من رواسب الجاهلية فيه، وجلاء شخصيته الخاصة.
ء ـ توضيحها للتقوى وبيان الطريق إليها، وقضية الايمان والعمل الصالح، وقضية الموقف من القرآن،
وكذلك الموقف من الرسول صلى الله عليه وسلم.



تاسعاً : تقسيم آيات السورة موضوعيا
تتألف سورة النساء من ثلاثة عشر قسماً ، لكل قسم منها وحدته ، ويربط بين القسم السابق واللاحق روابط، ويربط بين أقسام السورة كلها روابط متعددة
والسورة بمجموعها تشكل كلاً متكاملاً :
القسم الأول :
عبارة عن (18) آية
من الآية (1) حتى الآية (18)
وهذا القسم : يطالب بالتقوى .. ثم يطالب – بعد التوضيح – بما هو من مقتضياتها .
القسم الثاني :
عبارة عن (10) آيات
من الآية (19) حتى نهاية الآية (28)
وهذا القسم : يضيف إلى بناء التقوى : ذكر الأشياء التي ينبغي التحرز منها والابتعاد عنها في الحياة الاجتماعية ، لأنها تتعارض مع مفهوم تقوي الله
القسم الثالث :
عبارة عن (14) آية .
من الآية (29 ) حتي نهاية الآية ( 42)
وهذا القسم : يوضح ويدخل أموراً ذات صلة بقضية التقوى والعبادة والإيمان والعمل الصالح .
القسم الرابع :
عبارة عن (16) آية
من الآية (43) حتى نهاية الآية (58)
وهذا القسم : يأتي بتوجيهات تعمق الرؤية في شأن أهل الكتاب ، وجهودهم ، وضلالهم ، وحسدهم ، وكفرهم، كما يأتي بإنذار للكافرين وبشارة للمؤمنين ، ويأتى كذلك بالأمر بأداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل .
القسم الخامس :
عبارة عن (12) آية
من الآية (59) حتى نهاية الآية (70)
وهذا القسم : موضوعه الرئيسي الذي يدور حوله ، هو "الطاعة " ، أي طاعة الله والرسول صلي الله عليه وسلم، أي طاعة الكتاب والسنة ، والإقتداء بهما.. وذلك : ركن عظيم من أركان التقوي .
القسم السادس :
عبارة عن (23) آية
من الآية (71) حتى نهاية الآية (93)
وهذا القسم :
يصحح مفاهيم مغلوطة عن التقوى ، ويبين مفاهيم ضائعة عنها .
ومن هذه ا لمفاهيم المغلوطة الضائعة : موضوع الطاعة والحركة الجهادية .. ففي هذا المقطع – وما بعده – تحريك للطاقة في الطريق الذي لا يصح أن تتوقف الحركة فيه ، وهو طريق الجهاد ، الذي لا يعرف الكثيرون كيف يقيمون أمر الله تعالي فيه .
كما يوضح لنا هذا المقطع محل القتال في التقوى ، وما هي مواقف المتقين حيث ينبغي القتال .
وفي القسم كذلك تأكيد لكلمة الإيمان ، إذ الإيمان الحق هو الذي ينبثق عنه القتال الحق .
القسم السابع :
عبارة عن (11) آية
من الآية (94) حتى نهاية الآية (104)
وفي هذا القسم : معان كثيرة وأمور تفصيلية توضح وتؤكد أنه لا تقوي إلا بجهاد وقتال .
القسم الثامن :
عبارة عن (31) آية
من الآية (105) حتى نهاية الآية (135)
وهذا القسم : يعرض لنا معاني وصوراً من مظاهر العدل ، الذي نزل به الكتاب ، والذي بموجبه ينبغي أن يحكم بين الناس .
القسم التاسع :
عبارة عن (Cool آيات
من الآية (136) حتى نهاية الآية (143)
وفي هذا القسم : تفصيل لماهية التقوى وماهية الكفر وماهية النفاق ، وبيان لبعض ما يدخل في كل من هؤلاء .
القسم العاشر :
عبارة عن (19) آية
من الآية (142) حتى نهاية (162) .
وفي هذا القسم : يبين الله تعالى جزاء كل فريق من المؤمنين والكافرين والمنافقين ، كما يحذر المؤمنين من مولاة الكافرين .
ويوضح الله كذلك : الحقائق التي وقع أهل الكتاب بسببها في بحار الأغاليط والأوهام والأكاذيب والأخطاء ، إلا الراسخين في العلم منهم ، فهم وحدهم الذي نجوا من ذلك.
القسم الحادي عشر :
عبارة عن (Cool آيات
من الآية (163) حتى نهاية الآية (170)
وهذا القسم : يقرر أن الله أوحي لمحمد صلي الله عليه وسلم كما أوحي لغيره من الرسل عليهم الصلاة والسلام .
كما يقرر : أن محمد صلي الله عليه وسلم قد جاء للناس أجمعين بالحق من ربهم ، وأن عليهم أن يؤمنوا به وبما جاء به .
القسم الثاني عشر :
عبارة عن (3) آيات
من الآية (117) حتى نهاية الآية (173) .
وهذا القسم : موجه لأهل الكتاب خاصة ، والنصارى منهم بالذات ، كي يحرروا العبادة لله عقيدة وسلوكاً ليكونوا من المتقين .
القسم الثالث عشر والأخير :
عبارة عن (3) آيات
من الآية (174) حتى نهاية الآية (176) وهي خاتمة آيات السورة .
وهذا القسم : كما يقرر أن القرآن الكريم برهان من الله ، وأنه نور مبين .
يبين لنا كذلك : حكم الله في شأن صورة من صور الإرث ، وهو موضوع " الكلالة "
وكأن موضوع هذا القسم يربط نهاية السورة ببدايتها ، حيث بدأت السورة بقضايا الميراث وانتهت في هذا القسم بواحدة من قضايا الميراث كذلك .



عاشراً : أبرز موضوعات السورة
إن الحديث حول موضوعات سورة النساء يدور حول بيان ملامح المجتمع الجاهلي ، ومحاولة الإسلام الجادة نبذ ومحو هذه الملامح ، وخلق مجتمع جديد بدلاً منه .
ويتضح ذلك على النحو التالي .
بعض ملامح المجتمع الجاهلي في سورة النساء :
1- نجد مجتمعاً : تؤكل فيه حقوق الأيتام .
2- نجد مجتمعاً : يجار فيه على الصغار والضعاف والنساء .
3- نجد مجتمعاً : يضع المرأة موضعاً غير كريم ، ويعاملها بالعسف والجور في كل أدورا حياتها .
4- نجد مجتمعاً : تضطرب فيه قواعد الأسرة وأحوالها ، بسبب هبوط مركز المرأة فيه .
5 - نجد مجتمعاً : تؤكل فيه الأموال بالباطل في المعاملات الربوية ، وتغتصب فيه الحقوق ، وتجحد فيه الأمانات، وتكثر فيه الغارات على الأموال والأرواح ، ويقل فيه العدل ، فلا يناله إلا الأقوياء ، كما لا تنفق فيه الأموال إلا رئاء الناس .
6- نجد مجتمعاً : فيه النكاح على صورة هابطة وحيوانية مزرية ، كما حكته السيدة / عائشة ، وجاء في صحيح البخاري .
7 - نجد مجتمعا ً : بلغت فيه كراهية البنات حد الوأد .
8- نجد مجتمعا ً : يغلب عليه الشرك والوثنية الهابطة ، إذ نجد فيه آلهة شتى من الملائكة والجن والكواكب والأوثان، وكلها تعبد من الله .
9- نجد مجتمعاً : هانت الحرب على أهله ، وفشت إراقة الدماء فيهم .
10- نجد مجتمعاً : يصدق عليه وصف جعفر بن أبي طالب له عند النجاشي في مواجهة رسول قريش إليه ، وقد جاء إليه ليسلمه المهاجرين عنده ، بقوله : " أيها الملك ... كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسئ الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف .. فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله وحده لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا : بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ، وأمرنا : أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام .. إلخ " .
وهنا ملاحظات :
الأولي : أن مجتمع الجاهلية الأولي لم يكن – قطعاً – بلا فضائل ، بل كانت له فضائله ، التي تهيأ بها لاستقبال الرسالة الكبرى ، والتي استنقذها الإسلام ، من ركام الجاهلية استنقاذا ، ووجها الوجهة البناءة .
الثانية : أنه من تلك الجاهلية – التي ذكرنا بعض ملامحها – التقط الإسلام المجموعة التي قسم الله لها الخير، وقدر أن يسلمها قيادة البشرية ، فكون منه الجماعة المسلمة، وأنشأ به المجتمع المسلم ، ذلك المجتمع الذي بلغ إلى القمة التي لم تبلغها البشرية قط ، والتي ما تزال أملاً للبشرية ، يمكن أن تحاوله ، حيث يصح منها العزم على انتهاج الطريق .
أما كيف بني الإسلام الجماعة المسلمة ، وكيف أنشأ هذا المجتمع الإسلامي من ذاك الركام الجاهلي ...؟
فذلك ما توضحه النقطة التالية :
بعض ملامح المنهج الإسلامي لإنشاء وتثبيت المجتمع الإسلامي في سور النساء .
وذلك من خلال العمل على تطهير المجتمع من رواسب الجاهلية ، وإنشاء الأوضاع والتشريعات التنفيذية التي تكفل حماية هذه الملامح ، وتثبيتها في الواقع الاجتماعي .
1- نجد تقرير حقيقة : الربوبية ووحدانيتها ، وحقيقة : الإنسانية ، ووحدة أصلها الذي أنشأها منه ربها ، وحقيقة : قياسها على قاعدة الأسرة ، واتصالها بوشيجة الرحم ، واتخاذها ركيزة لتنظيم المجتمع الإسلامي على أساسها .
2- ونجد تشكيل الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم ، والمجتمع الإنساني كله ، على أساس من : وحدة الربوبية ، ووحدة البشرية . ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة .........)
3- نجد التشريعات العملية لتحقيق البناء التكافلي للجماعة ، مستندة إلى تلك الركيزة :
في حماية اليتامى ( وآتوا اليتامى أموالهم ...)
في حماية الإناث خاصة ( ويستفتونك في النساء ...)
في حماية الأسرة وإقامتها على أساس ثابت ( واللاتي تخافون نشوزهن ... )
في تنظيم علاقات الميراث ،والتكافل بين أفراد الأسرة الواحدة ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين .... )
في حماية المجتمع من الفاحشة وتوفير أسباب الإحصان والوقاية ( واللاتي يأتين الفاحشة من نساءكم فاستشهدوا عليهن .. )
4- نجد تحديد : لمعني الدين ، وحد الإيمان ، وشرط الإسلام ، ونظام المجتمع المسلم ، ومنهجه في الحياة .
5- نجد حملة ضخمة للحض على : الجهاد بالنفس والمال ، والتنديد بالمعوقين ، والمبطئين والقاعدين عنه حماية ؛ للجماعة ، ودفاعاً عنها ، ونشراً لدينها لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم .. .
6- نجد حملة ضخمة على المنافقين ، وعلى موالاتهم لليهود في المدينة ، بينما هم يكيدون لدين الله ، وللجماعة المسلمة ، وللقيادة المسلمة كيداً شديداً ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول ...
7- نجد بيان ما في عقيدة أهل الكتاب – من النصارى – من غلو ، بعد دفع المقولات اليهودية الكاذبة عن :عيسي عليه السلام ، وأمه الطاهرة { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق} .
8- نجد الأسس الأخلاقية الرفيعة ، التي يقام عليها بناء المجتمع المسلم .
9- بعض أخبار المنافقين .
10- الكلام مع أهل الكتاب إلى ثلاث آيات في آخرها .
وملخص ما حوته السورة من الموضوعات :
1- الأمر بتقوى الله في السر والعلن .
2- تذكير المخاطبين بأنهم من نفس واحدة .
3- أحكام القرابة والمصاهرة .
4- أحكام الأنكحة والمواريث .
5- أحكام القتال .
6- الحجاج مع أهل الكتاب .



حادى عشر : بعض الدروس المستفادة
بعد هذا العرض الذي ظهر فيه ومنه أن سورة النساء استخلصت أمة من ركام الجاهلية الأولي ، وصنعتها وفق المبادئ الإلهية ، وأهلتها لقيادة البشرية .
يمكن لنا أن نستفيد من ذلك :
1- أن البشرية هي البشرية لا تختلف من عصر لعصر ومن بيئة لبيئة ومن أمة لأمة إلا في الهداية والضلال .
2- أن الجاهلية هى الجاهلية ، وأن لكل جاهلية أرجاسها وأدناسها، لا يهم موقعها من الزمان والمكان ، فحينما خلت قلوب الناس من : عقيدة إلهية، تحكم تصوراتهم، ومن شريعة : منبثقة من هذه العقيدة – تحكم حياتهم ، فلن تكون إلا جاهلية في صورة من صورها الكثيرة .
3- أن الجاهلية التي تتمرغ البشرية اليوم في وحلها لا تختلف في طبيعتها عن تلك الجاهلية العربية أو غيرها من الجاهليات التي عاصرتها في أنحاء الأرض ، حتى أنقذها الإسلام منها ، وطهرها وزكاها .
إن البشرية اليوم : تعيش في ماخور كبير .!!
ونظرة إلى : صحافتها ، وأفلامها ، ومعارض أزيائها ، ومسابقات جمالها ، ومراقصها ، وحاناتها ، وإذاعاتها .
ونظرة إلى : سعارها المجنون للحم العاري ، والأوضاع المثيرة ، والإيحاءات المريضة في الأدب والفن وأجهزة الإعلام .
إلي جانب : نظامها الربوي ، وما يكمن وراءه من ........ إلخ .
إلى جانب : التدهور الخلقي ، والانحلال الاجتماعي ، الذي أصبح يهدد كل نفس وكل بيت وكل تجمع إنساني .
نظرة إلى هذا كله : تكفي للحكم على المصير البائس الذي تدلف إليه البشرية في ظل هذه الجاهلية .
4- أنه لن يخرج عالم اليوم من جاهليته ، التي يتمرغ في وحلها – وكذلك كل عالم – إلا نفس المبادئ والقواعد والقوانين ، التي أخرجت عالم الجاهلية الأولي من وحلها .
والسبب واضح : فالناس هم الناس ، والأمراض والعلل هي هي مع فارق التحديث ، والجاهلية هي الجاهلية مع فارق التطور ، والمشرع المعالج من الأمراض وأدناس الجاهلية هو هو الله تعالي ، والقوانين التي وضعها المشرع للعلاج هي هي ، لا يشوبها نقص ، ولم يتطرق إليها تحريف .
5- أن البعد عن العلاج الإلهي : استمرار في الانغماس في أدران الرذائل ، وارتماء في أحضان الجاهلية ، وإصرار على المعصية ، ومجافاة لمقتضيات الفطرة النقية .



ثانى عشر : مصادر المفاتيح و هوامش البحث
1- انظر : السخاوى . – جما ل القرآء 1/36 . القاسمى . محاسن التأويل . ( تفسير سورة النساء ) .
2- انظر : الزركشي .. البرهان في علوم القرآن ( النوع 14 )
3- انظر : الفيروزابادي ... بصائر زوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز 10/169 .
4- انظر : مكي بن أبي طالب .. التبصرة ص 179 .
السخاوي ...........جمال القراء 1/201 .
الفيروزابادي ......... بصائر 1/169 .
الآلوسي .............روح المعاني . ( تفسير سورة النساء ) .
نثر المرجان ...........1/542 .
5 - يلاحظ : أن العدد في الحروف كما ذكره الفيروزابادى في بصائر ذوي التمييز هو (16030) ستة عشر ألف حرف وثلاثون حرفاً ، وهو يخالف ما ذكره صاحب ( غرائب القرآن ، ومرد ذلك إلى أن أحدهما ذكر الحرف المشدد ( أو المدغم ) بحرف واحد ، وذكر الآخر بحرفين ، وعلى ذلك فلا خلاف بينهما ، كما قد يتبادر لبعض الأذهان .
6- انظر : سيد قطب ... في ظلال القرآن ( تفسير سورة النساء ) .
7- رشيد رضا .......تفسير المنار ........( تفسير سورة النساء ) .
8- ابن كثير .........تفسير القرآن العظيم ( تفسير سورة النساء ) .
9- النيسابوري ......غرائب ورغائب الفرقان ( تفسرة سورة النساء ) .
10- الألوسي ... روح المعاني ..........( تفسير سورة النساء ) .
11- سعيد حوي .... الأساس في التفسير ...... (تفسير سورة النساء ) .

***
بقلم فضيلة الدكتور عبد الحي الفرماوي
رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر


المصدر : موقع هدى الإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://timestar.yoo7.com
 
المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة النساء]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: تايم ستار الأسلامي :: القرآن الكريم-
انتقل الى:  
روابط مفيدة لك