أسبانيا والمانيا الأقرب إلى اللقب ، وفرنسا هي مفاجأة البطولة

كان هذا رأيي الشخصي منذ ستة أو سبعة شهور ( بالتحديد وقت اجراء قرعة ) ، وكان العنوان الرئيسي لهذا المقال هو ( أسبانيا vs المانيا كلاكيت تاني مرة في نهائي اليورو 2012 ، فمن يفوز هذه المرة ؟) ، لكني قمت بتغيير العنوان ، لازلت عند رأيي أن ( أسبانيا والمانيا ) هما أقوى الفرق المرشحة ، لكن في نفس الوقت وجدت عدة تغييرات في هذه الشهور الأخيرة ، ووجدت أن المنتخب الفرنسي هو المنتخب الوحيد الذي بإمكانه تفجير المفاجأة والفوز باللقب خاصة أن البطل يولد من رحم البطولة ، وقد ينطبق هذا الكلام على المنتخب الفرنسي إذا تطور أدائه في البطولة خاصة أنه يمتلك مجموعة لاعبين جيدين جدا ومدير فني جيد ( الفرنسي : لوران بلان ) وقد يصبح هذا المنتخب هو البطل الذي يولد من رحم البطولة إذا تطور أدائه خلال مباريات البطولة وأصبح أكثر انسجاما ووصل للأدوار البعيدة خاصة أن لديه شخصية البطل كما أنه دائما فريق المفاجأت عندما نتوقع منه الكثير لا نراه حاضرا ، وعندما يكون خارج الحسبان يفاجئنا .


صحيح أن كرة القدم خارج التوقعات ، وصحيح أنها لا تعترف إلا بالجهد والعرق ، ولكن تميل إلى الواقعية بنسبة كبيرة جدا .
بعدما شاهدت قرعة بطولة اليورو 2012 ، ومشوار التصفيات لكل الفرق ، فلم أجد جديدا ، فقط رأيت المانيا وأسبانيا هم الفريقان الأفضل في القارة الأوربية .
ووجدت أنه إذا تصدرت أسبانيا مجموعتها وتصدرت المانيا مجموعتها ، فقد نكون على موعد أقرب إلى الدراما في النهائي بين ( أسبانيا والمانيا ) .

وأقول درامي لأن أسبانيا والمانيا في آخر بطولتين عالميتين ( أي في يورو 2008 ، وفي كأس العالم 2010 ) تقابلا مرتين ، وكان الفوز حليف منتخب الابداع والامتاع ( المنتخب الأسباني ) ، بل أصبح المنتخب الأسباني عقدة المنتخب الألماني .

ولكن هل يستطيع المنتخب الألماني التخلص من هذه العقدة أم يبقى الوضع كما هو عليه .

وأرى أنه المنتخب الأسباني مازال أفضل من المنتخب الألماني ، وفي التصفيات المؤهلة لهذه اليورو نجد أن الفريقين الأسباني والألماني أن يحصد 100% من النقاط كل منهم في مجموعته فاستطاع المنتخب الألماني أن يجمع 30 نقطة من الفوز بجميع مبارياته ال 10 في التصفيات ، وأيضا استطاع المنتخب الأسباني أن يجمع 24 نقطة من الفوز بجميع مبارياته ال 8 في التصفيات ، والفارق الوحيد بين الفريقين أن مجموعة المانيا في التصفيات كانت مكونة من 6 فرق ، بينما مجموعة أسبانيا كنت مكونة من 5 فرق ، ولكن كل من الفريقين فاز بكل مباريات مجموعته وحصد النقاط كاملة .
يأتي من بعدهم المنتخب الهولندي الذي استطاع جمع 27 نقطة من أصل 30 نقطة ، فقد استطاع الفوز في 9 مباريات في مجموعته من أصل 10 مباريات ، وخسر مباراة واحدة .



وهاهنا قد نعود للقاء ثأري آخر في الدور قبل النهائي بين هولندا وأسبانيا ، إذا ما صارت الأمور طبيعية ( فالمنتخب الألماني والهولندي وقعا في مجموعة واحدة هي المجموعة الثانية ومعهم المنتخب الدنماركي والبرتغالي ) ، وإذا صارت الأمور طبيعية بلا مفاجأت وتصدرت المانيا المجموعة وحلت هولندا ثانية ، فقد يتكرر سيناريو نهائي كأس العالم 2010 في بطولة اليورو 2012 ، ولكن هذه المرة في الدور قبل النهائي ( إذا صارت الأمور طبيعية بلا مفاجأت ) ، فكرة القدم دائما ما تأتي بالمفاجأت .

وكل بطولة يظهر فيها فريق يقلب كل التوقعات والتكهنات ففي بطولة اليورو السابقة 2008 فاجأتنا هذه الفرق ( تركيا ، روسيا ) ، حتى أن المنتخب الأسباني قبل اليورو 2008 كان من المنتخبات الوسطى ولكن بعد فوزه ببطولة اليورو وكأس العالم 2010 وأدائه الأكثر من رائع أصبح من الكبار بل وأصبح المنتخب الأقوى بين كل المنتخبات .
وفي يورو 2008 كان هناك فريق قوي جدا ، ولكن لم يكن محظوظا فهذا الفريق أدى مباريات قوية في الدور الأول حتى أنه هزم المنتخب الألماني (الذي وصل للنهائي بعد ذلك ) ، ولكن خسر في مباراة عجيبة أمام الفريق التركي في ضربات الجزاء الترجيحية ، وكنت أراهن أنه في حالة وجود مهاجم فريق الأرسنال السابق واللاعب الير محظوظ على الاطلاق ( ايدوارد سيلفا ) مع المنتخب الكرواتي في بطولة اليورو 2008 ، لفاز المنتخب الكرواتي بالبطولة .

وفي كأس العالم 2010 فاجأتنا منتخبات ارجواي ومنتخب غانا ، وصدمتنا منتخبات البرازيل والأرجنتين بالمستوى السيىء في البطولة ، وأدى المنتخب الهولندي مباريات أكثر من رائعة ووصل للنهائي وكالعادة يخسر المنتخب الهولندي في النهائي للمرة الثالثة أو الرابعة في تاريخه ، لدرجة جعلتني أقول أن عقدة المنتخب الهولندي ليست فريق بعينه ، ولكن عقدته هي المباراة النهائية .

والأمر لم يختلف كثيرا الآن بعد مونديال 2010 ، فالفرق الثلاثة : أسبانيا ، المانيا ، هولندا هم الأفضل في أوربا ، وإذا صارت الأمور طبيعية ولم تحدث مفاجأت ، فسيكون البطل هو فريق من الثلاثة ، وإن كنت أتوقع أن نهائي يورو 2008 سيكون كلاكيت تاني مرة بين ( أسبانيا والمانيا ) .


هل يستطيع المنتخب الألماني هذه المرة أن يفك العقدة إذا تقابل مع المنتخب الأسباني في النهائي ؟

الفريق الألماني في اليورو القادم 2012 فريق جيد وبالاضافة إلى العناصر السابقة في كأس العالم 2010 ضم عناصر جديدة وخامات جيدة مثل : ( يانسين ، بيتور تروخوفسكي ، توني كروس ، كيسلنج ، مايو غونزة ، مارين أندري شورلة ) وغيرهم ، بالاضافة إلى العناصر السابقة : ( شتايجر ، موللر ، ساكير ، فريديتش ، لام ، نوير ، أوزيل ، خضيرة ، جوميز ، بودولسكي ، كلوزة ) وغيرهم .
والمدير الفني الرائع : يواكيم لوف .


أما المنتخب الأسباني منتخب الابداع والامتاع في الغالب هو نفس تشكيلة كأس العالم 2010 ، ولكن قد يدخل عليهم اسم أو اسمين جدد ، ولكن يبقى : ( تشابي ، واينستا ، فيا ، فابريجاس ، راموس ، بيكيه ، بوسكيت ، توريس ، كابديفيلا ، ديفيد سيلفا ، كاسياس ، بيدرو) أهم الأسماء .
والمدير الفني المخضرم : ديل بوسكي .


والمنتخب الهولندي أيضا قد لا يختلف كثيرا عن المنتخب الهولندي 2010 وأهم الأسماء ( روبين ، فان بيرسي ، ويسلي شنايدر ، دير كاويت ، ستكلنبرج ، فان بوميل ) ، ويقوده المدير الفني فان مارفيك الذي استطاع تغيير الأداء الخططي للمنتخب الهولندي بتصحيح الأوضاع الدفاعية له ، ولكن الأداء الهجومي للمنتخب الهولندي أقل من السنوات السابقة فهل يستطيع مارفيك اعادة التوازن أم يظل يعتمد على المرتدات من خلال عنصر السرعة المتمثل في الرباعي : ( روبين - شنايدر - كاويت - فان بيرسي ) وغيرهم هذا ما سنراه لاحقا .


السؤال الذي يفرض نفسه في النهاية ومن الآن للمدير الفني يواكيم لوف :
ماذا لو كان طرفي النهائي أسباني و المانيا يا مستر لوف ماذا ستفعل ؟ هل مازالت عند رأيك وأنك ستعتمد على أخطاء المنتخب الأسباني أم لديك البدائل هذه المرة ؟ هل يستطيع أي منتخب أوروبي الفوز على منتخب الابداع والامتاع الأسباني بالفكر والتخطيط والتكتيك أم يكون الحظ والتوفيق فقط هما سبب هزيمة المنتخب الأسباني مثل مبارة سويسرا ( المبارة الافتتاحية للمنتخب الأسباني في كأس العالم 2010 ) ؟


عامة الأمور لم تختلف كثيرا عن مونديال 2010 ، فالمنتخب الأرجواني رابع كأس العالم 2010هو بطل كوبا أمريكا ( أمريكا اللاتينية ) 2011 ، فهل تختلف الأوضاع في القارة الأوربية ؟