موازاة نجومية ميسي و بروزه مع فريق نيولز، الماكينة 87، بدأ المحيطون بالصغير يلحظون يوما بعد يوما قصر قامته و بطء نموه و هي المشكلة التي
أثارت قلق العائلة بالدرجة الأولى، و النادي بالدرجة الثانية. تقول والدة ميسي بهذا الشأن: "بدأنا نقارن بينه و بين أشقائه و كان من السهل جدا الانتباه إلى
قصر قامته مقارنة بعمره.". في يناير- كانون الثاني من عام 1997 و في العمر التسعة سنوات كان طول ميسي لا يتجاوز مترا واحدا و 27 سم، و
لمواجهة تلك المشكلة قررت العائلة و النادي عرضه على طبيب متخصص بمشاكل النمو عند الصغار ، نتركه ليروي لنا احد فصول تلك الحكاية. دييغو
شوارزستاين الطبيب المسؤول في مركز "العيادة الطبية" في مدينة روساريو: "أحضروا لي ميسي و قالوا لي بأنه نجم كرة قدم موهوب، و ان علي
الاعتناء بحالته. كانت مهمتي تتلخص في مساعدته على النمو". أدرك الاطباء بعد عدة فحوصات ان المشكلة تتمثل في عدم مقدرة غدد النمو على انتاج احد
جينات النمو، و أن الحل كان حقن ميسي بشكل يومي و لفترة علاج قد تمتد لسنوات بالهرمون الناقص الذي كان يتم انتاجه بفضل الهندسة الجينية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]العيادة التي اتجه إليها ميسي في روساريو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]طبيب ليو في روساريو دييغو شوارزستاين
كانت العائلة تعاني كلما رأت ابن التسعة اعوام يهم في تحضير الحقنة و تزويد جسده بها لوحده. لأكثر من عامين كانت البرغوث يختم ليلته بتزويد نفسه
بجرعات هرمون النمو المحضر صناعيا، و الذي كان يحتفظ به في علبة موضوعه أعلى خزانة ملابسه. خوان كالوس ليغوثمان صديق العائلة يتذكر تلك
التفاصيل :"كان الصغير يجلس على السرير قبل النوم و يحضر الحقنة و يغرزها في قدميه رافضا أن يقدم أحد له المساعدة. كان عمره 9 سنوات". يوما تلو
الآخر كانت العائلة تشعر بالضيق بسبب معاناة ليو، لكن نوعا آخر من المعاناة كان في الطريق. كانت التكلفة الشهرية للحقن تزيد على 1500 دولار و هي
التكلفة التي ما كانت عائلة ليو قادرة حتى على التفكير في دفعها. يقول والد ميسي: "كانت التلكفة باهظة للغاية و كنا عاجزين عن دفعها. كنت اعمل وقتها
في وزارة المالية التي ساعدتني من خلال مؤسستها الخيرية و بالتعاون مع جمعية "أثيندار" للأعمال الاجتماعية على دفع ثمن علاج ميسي خلال عامين
اثنين فقط، رفضوا بعدها مواصلة مساعدتهم." على هذا النحو كان العلاج الضروري لميسي و بالتالي مستقبله كإنسان و لاعب كرة في خطر. طرقت العائلة
جميع الأبواب ولكن ما من مجيب و هو ما دفع والدي ميسي إلى الحديث مع نادي ليونز الذي وافق بعد جهد و عناء على دفع تكلفة علاج الصغير، إلا إن
ذلك لم يستمر إلا لعدة شهور. توجهت والدة ميسي منزعجة للغاية للحديث مع اداريي الفريق. وصلت السيدة ثيليا كوتشوينو والدة البرغوث إلى مقر النادي و
التقت بمدرب ميسي السيد ارنيستو فيتشيو و هددته قائلة: "لقد تكلمت معكم بشان علاج ليو عدة مرات و نحن منزعجون بسبب توقفكم عن تحمل نفقات
علاجه سأقول لك شيئا واحدا و لن أعود بعدها للنادي، ان لم تكونوا قادرين على تحمل علاجه فسوف نتوجه لنادي آخر".
خسر نادي نيولز في تلك الليلة من كان سيصبح بعد عشرة اعوام أفضل لاعب في العالم، فقد نفذت العائلة تهديداتها حرصا منها على مواصلة علاج ابنها.
الوجهة الثالثة للعائلة كانت في أحد أعرق الأندية الارجنتينية: ريفير بلايت. استقل خورخي ميسي برفقة ابنه الصغير ليو الحافلة و توجهو من روساريو إلى
العاصمة بوينوس آيرس من أجل عرض موهبة ليو على النادي. في اليوم التالي لوصولهما توجها إلى احد ملاعب تدريب الناشئين التابعة للريفر و الواقعة
على بعد عشرات الأمتار من ملعب "المونومنتال" الخاص في النادي لكي يشارك ليو في احدى تجارب الناشئين. سأتوقف هنا عن الكلام و امنح الفرصة
لمن عاش اللحظة بشكل مباشر و أعني هنا خورخي ميسي: "اصطف اللاعبون الصغار خلف بعضهم البعض، و عندما حضر ميسي و نظرا لقصر قامته فقد
طلب منه المشرف على التجربة، و بلا أي اكتراث، الوقوف في آخر الطابور. بدأ المدربون في اختبار قدرات الصغار الكروية و لم يبدي احدا منهم أدنى
اهتمام بليو، و كأنه لم يكن حاضرا. اقتربت من الحاجز (الشيك) الذي يفصل الحضو عن الملعب و طلبت من المشرف اشراك ميسي باللعب إذ كانت التجربة
على مشارف النهاية، و لكنه لم يصغي إلي". بعدة عدة دقائق، اقترب احد المدربين من ميسي و سأله: "في أي مركز تلعب؟" فأجاب البرغوث: "في المركز
9"، فرد عليه المدرب و بلا اي اهتمام: "ادخل و العب". دخل الصغير إلى ارضية الملعب و مرت دقيقتان، بل دهران بالنسبة له و لوالده ، قبل أن تصله
الكره، و عندها راوغ ليو لاعبين بحركة واحدة و سدد الكرة التي بذل الحارس جهدا كبيرا في تحويلها لركنية. التفت المدرب المسؤول بحثا عن والد ذلك
الصغير و سأل بصوت مرتفع: "من يرافق هذا الصغير". فأجابه خورخي ميسي: "أنا والده". اقترب المدرب من خورخي و قال له: "نريده في الريفر".
عندها شرح والد ميسي للمدرب ان ابنه يعتبر لاعبا في صفوف فريق نيولز في روزاريو و ان على ادارة الريفر الحديث مع ادارة النيولز للبحث في انتقال
الصغير و هو ما رفضته ادارة فريق العاصمة خوفا من اضطرارها لدفع مبلغ مالي: كم ندموا على ذلك القرار الأحمق !!
رفض الريفر التعاقد مع ميسي، و بدا للعائلة اكثر من أي وقت مضى ان حل مشكلة ابنها لن يكون في بلاد التانغو. الاخبار عن وجود طفل اعجازي على
المستوى الكروي كانت قد وصلت إلى عاصمة اقليم كتالونيا. اخذت الحكاية كلها منحى آخر عندما أبلغ أحد الكشافة الباحثين عن المواهب الكروية في
الارجنتين و الذي كان يتعاون مع نادي برشلونة لكرة القدم، أبلغ ادارة البلوغرانا بوجود موهبة تستحق المتابعة عن كثب في مدينة روساريو الارجنتينية.
في كانون الثاني – يناير من عام 2000 حط تقرير وصف بالعاجل على مكتب السيد جوسيب ماريا مينغيلا الإداري في البارسا آنذاك (ترشح لاحقا لمنصب
**** النادي في انتخابات عام 2003 و حصل على 1867 صوتا) حول الصغير ليو لكنه لم يعره اهتماما في البداية إلا ان توالي التقارير من روزاريو
أجبرته في النهاية على الخضوع. نقل مينغيلا محتوى التقرير لإدارة البارسا التي كان على رأسها آنذاك جوان جاسبارت الذي رفض البحث في الموضوع
بسبب صغر سن ميسي قبل أن يعبر عن انانية مقيتة و ضيق أفق شديد و تفضيل للمصالح الشخصية الآنية عندما رد على الملحين على اختبار ليو في البارسا
:"حتى لو أصبح أفضل لاعب في العالم فلن أكون رئيسا للبارسا وقتها".
فاتح مينغيلا السيد كارليس ريكساك و الذي كان يشغل آنذاك منصب المساعد الأول للهولندي لويس فان غال في قيادة الفريق الأول، فاتحه بموضوع ميسي
إلا ان رد ريكساك لم يختلف بتاتا عن موقف **** النادي: "هل أنت مجنون يا مينغيلا، نحن بحاجة للاعبين في عمر الثمانية عشر عاما لرفد الفريق الأول
و انت تحدثني عن طفل في عمر الثانية عشرة".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]جوسيب ماريا مينغيلا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كارليس ريكساك
لم يستسلم مينغيلا لرفض و سلبية الادارة و المدربين و هو ما دفعه لإجراء مكاملة هاتفية حاسمة من مدينة برشلونة إلى مدينة سيدني الاسترالية في أيلول –
سبتمبر من العام 2000 للحديث مع ريكساك الذي كان متواجدا وقتها في دورة الالعاب الاولمبية، للحديث حول الصغير ليو. على اثر ذلك الاتصال التزم
مساعد مدرب الفريق الأول بدعوة ليو و عائلته، بعد عودته من سيدني، للحضور إلى عاصمة الاقليم الكتالوني من أجل الاطلاع عن قرب على قدرات
ميسي. أقامت العائلة في فندق بلازا القريب من الميناء الاوليمبي لمدة أسبوعين، في حين تاخرت عودة ريسكاك من استراليا، فقررت العائلة العودة إلى
الارجنتين. رن الهاتف ليلة الأربعاء الثالث من تشرين الأول – اوكتوبر في الغرفة التي كان يقيم فيها والد ميسي في فندق بلازا، كان على الطرف الآخر
السيد مينغيلا الذي طلب من العائلة التريث يوما واحدا فقط لان ريكساك كان سيصل إلى برشلونة صبيحة اليوم التالي و أن على العائلة الحضور إلى أحد
ملاعب التدريب القريبة من الكامب نو صبيحة يوم الجمعة لكي يشرف ريكساك شخصيا على اختبار اللاعب الذي مدحته العديد من تقارير كشافة النادي و
جواسيسه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فندق بلازا مقر اقامة عائلة ليو.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و في صبيحة الجمعة تلك و تحديدا في ملعب الصغار رقم "3" أقيمت مباراة بين فريقين من ناشئي البارسا و شارك الطفل القادم من بلاد التانغو ضد لاعبين
كانوا يكبرونه بعامين. تصادف دخول السيد كارليس الذي وصل إلى الملعب متأخرا عدة دقائق على بداية اللقاء ، مع وصول الكرة إلى ليو الذي لم يتاخر
وقتها عن عمل مالم يتوقف إلى يومنا هذا عن القيام به: راوغ بعض لاعبي الخصوم و سجل هدفا. تسائل ريكساك عن هوية ذلك اللاعب الذي كان يبرز
بسبب مهاراته و قصر قامته، فاجابوه: هذا هو الارجنتيني الذي كان عليك ان تختبره. رد ريكساك بشكل حاسم: "علينا التعاقد معه في أسرع وقت. لا
للتأخير". توجه المدرب إلى والد ميسي و سأله: "كم من الوقت مكثتم في برشلونة؟" فأجابه خورخي: "15 يوما"، رد ريكساك: "لقد بدننا من وقتنا و وقتكم
14 يوما، علينا الاسراع في اجراءات التعاقد معه".
بعد يومين حزمت عائلة ميسي حقائبها و عادت إلى روزاريو. و لكن في برشلونة لم تكن امور التعاقد مع الصغير قد حسمت بعد بسبب معارضة بعض
الاداريين لتلك الخطوة متعللين بـ"حجم ليو الضئيل"، فيما اقترح البعض الآخر الحاقه بفريق "كرة القدم للصالات". مر شهران و لم يتبلور التزام البلوغرانا
بالتعاقد مع نجم روساريو بعد. اتصلت عائلته بالسيد مينغيلا الذي ألح على ريكساك الاسراع بالامور قبل أن تدخل على الخط اندية أوروبية اخرى. التقى
الاثنان في أحد المطاعم القريبة من شاطئ "لا بارثيلونيتا" الواقع على ساحل المتوسط و في ذلك المطعم البرشلوني الذي يشكل جزءا من مجمع رياضي
متكامل، تناول ريكساك منديلا ورقيا من الطاولة التي كان يجلس عليها و كتب ما يلي: "أنا كارليس ريكساك المدرب المساعد لفريق برشلونة لكرة القدم
أعلن عن اتخاذ القرار الملزم بالتعاقد مع ليونيل ميسي في حال الاتفاق على الشروط و المبالغ المالية بين الطرفين." قام ريكساك شخصيا بصياغة و توقيع
تلك الوثيقة النادرة في الرابع عشر من كانون الأول – ديسمبر لعام 2000.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]صورتان للمنديل الورقي،، وثيقة نادرة للغاية .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المطعم الذي جرى فيه توقيع "العقد المنديل".
وصلت المعلومة إلى عائلة ميسي في الارجنتين فجرى استدعائها بعد شهر من ذلك من أجل توقيع العقد الرسمي. كان على ليو قبل ذلك أن يقرر ما إذا كان
قادرا على ترك المدينة التي ترعرع فيها و الانتقال إلى برشلونة. جلست العائلة بأكملها حول طاولة غرفة الجلوس للحديث عن الموضوع و اتخاذ رأي
موحد. فاجأهم ميسي برغبته العارمة للانتقال لممارسة معشوقته الاولى في نادي عالمي كبير بحجم البارسا. بناء على رغبة الصغير اقلعت العائلة مجددا
على متن احدى رحلات الخطوط الجوية الاسبانية "ايبيريا" إلى مدينة برشلونة و أقامت في أحد الفنادق القريبة من مسرح الكرة العالمي: الكامب نو. و على
الرغم من قرب المسافة بين مقر اقامة ليو و الكامب نو إلا أن الصغير مر لاحقا، كما مرت عائلته أيضا، بظروف عصيبة و حرجة للغاية جراء اصدامها
باجراءت الاقامة و الهجرة الاسبانية بالإضافة إلى عوامل نفسية أخرى اهمها الابتعاد عن الوطن الام و البيئة الثقافية الجديدة التي كان يتحتم عليهم التلائم
معها بسرعة. تسائلت العائلة فيما إذا كانت تجربة ميسي مع البارسا و احتمالات نجاحه تستحق كل تلك المعاناة و قرر حينها خورخي ميسي أن يعود الجميع
إلى روزاريو و التخلي عن حلم ابنه نظرا لصعوبة الظروف التي واجهوها آنذاك، و هو القرار الذي اصطدم بشجاعة والدة ليو التي قالت لزوجها "ساعود
أنا برفقة ماتياس و رودريغو إلى روزاريو بينما تبقى أنت برفقة ميسي هنا في برشلونة"، و هو ما تم بالفعل. وقع ليو ميسي عقده الاحترافي الاول مع نادي
برشلونة في الأول من آذار لعام 2001، و منذ ذلك اليوم بدأت رحلة نجومية و ابداع لم تعرف أي حدود.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]والدة ميسي اتخذت قرارا شجاعا انعكس على مستقبل صغيرها،،
يشعر خورخي ميسي وثيليا كوتوشينو و شقيقا ميسي و كل من عاشره طفلا في ذلك الحي الفقير من مدينة روزاريو بالفخر الشديد عندما يستمعون لجماهير
البارسا و الأرجنتيني و هي تتغنى :" ميسي،، ميسي"، و هو ما يعتبره "والد البرغوث" كـ"أفضل ما يمكن ان يشعر به أب".
خرج الطفل ليونيل خورخي اندريس ميسي من رحم العوز و الحرمان و دخل إلى مسرح النجومية المطلقة بفضل فلسفته الخاصة: اللعب من اجل الاستمتاع
و الإمتاع، و هي الفلسفة التي جعلته متربعا على عرش الكرة في كوكب الأرض حتى قبل أن يبلغ عامه الثاني و العشرين، و قائدا للفريق الأول في نادي
برشلونة لكرة القدم. باختصار و كما يعرفه أقرب الناس إليه: "ليونيل ميسي،، ولد ليلعب كرة القدم".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نجم البارسا الأوحد و ،،،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ملك الكرة العالمية
والدته تكشف حقيقته خارج الملاعب: ميسي الأكثر إزعاجا خلف الأبواب المغلقة
بعيدا عن الموهبة الخجولة والصامتة التي يظهر بها أمام الجماهير ، في بيئته المحيطة وبين أفراد أسرته وأصدقائه لا يختلف ليونيل ميسي عن شباب آخرين في مثل سنه.
تقول والدته سيليا كوتشيتيني دي ميسي "إنه الأسوأ" في إشارة إلى ما يفعله نجم برشلونة خارج ملاعب كرة القدم.
وهي تستند إلى واجهة منزلها الذي لم تغيره قط بمدينة روساريو، حكت والدة أفضل لاعب كرة في العالم لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) الوجه الخفي لحياة نجلها /22 عاما/ وعلاقته بالمقربين منه ، وكشفت عن مخاوفها وأمنياتها لمستقبل ميسي، سواء على المستوى الرياضي أو الشخصي.
وأعربت الأم عن سعادتها كونها والدة أشهر لاعبي كرة القدم "إنه أمر رائع ، فهو يجعلنا نعيش كل يوم أشياء كثيرة جميلة ، الحقيقة أننا لم نكن نحلم بذلك والآن نحن نحياه".
ومع ذلك ، أشارت إلى أن وصوله مع التألق إلى هذا القدر كان أمرا متوقعا "كان لدينا ولدان أكبر منه يلعبان كرة القدم ، لكنه كان مختلفا عن الجميع ، وكان من الجلي أنه يتمتع بقدرات خاصة. لم أكن أدري أنه سيصل بعيدا إلى هذا الحد".
وتبرز سيليا ما بذلته الأسرة من مجهود كي يحافظ ميسي دوما على تواضعه رغم الشهرة والنجاح الكبيرين.
وقالت "كنا دائما نسانده ونقف وراءه ، ونجعله يرى الحسن والقبيح من الأمور ، وشقيقاه الكبيران يخططان له كل شئ. عندما يتحدث إليه شقيقه الأكبر لا يجرؤ على الرد عليه ويحني رأسه أمامه. إننا أسرة مترابطة للغاية ، فهو يتمتع أيضا بدعم عائلتي وكل من رافقوه في الرحلة".
وربما يظن الكثيرون أن ميسي الهادئ داخل الملعب سيكون كذلك خارجه ، الأمر الذي تنفيه تماما والدته حيث تؤكد أنه شاب كبقية الفتيان.
وتقول "إنه الأسوأ خلف الأبواب المغلقة ، لا يحتمل. لو اجتمعنا فإنه دوما أول من يبدأ بقذف الأشياء أو إلقاء المياه علينا ، وخاصة مع شقيقته فهو نقطة ضعفها ، وهو قادر على إغضابها بسهولة حيث يلقيها في المغطس أو يوقعها على الأرض. معنا هو مختلف تماما".
كما أشارت إلى أنهم ليسوا في حاجة إلى تذكير ميسي بارتباطه بمسقط رأسه "روساريو تجذبنا ، فنحن عائلة: لدينا والداي وشقيقتي وأبناؤها ونحن مترابطون تماما. الحياة في برشلونة مختلفة فربما كانت أكثر أمانا. لكننا نعود دوما ونراهن على البقاء في حينا لأن الجيران يعرفوننا منذ الصغر والأمر نفسه ينطبق على خورخي (والد ميسي)”.
وتتابع "هنا ولد جميع الأبناء وبالتأكيد ذلك يترك في نفسك أثرا كبيرا. لكننا نحب أيضا الحياة في برشلونة. ليته كان ممكنا أن ننتقل جميعا إلى هناك بكل من نحبهم".
ولم تبخل سيليا في كيل المديح للنادي الكتالوني "ليس لدي كلمات لبرشلونة والناس في النادي وفي المدينة وفي كتالونيا. إدارة النادي تصرفت معنا بصورة رائعة. إننا ندين لبرشلونة بكل السعادة التي عشناها ، لأنهم كانوا معنا حتى في اللحظات الصعبة. برشلونة سيبقى دائما في قلوبنا".
لكن كوتشيتيني لا تزال حانقة على نيويلز أولد بويز النادي الذي رفض التكفل بمصاريف علاج ميسي الطفل الذي كان يعاني من خلل في هرمونات النمو.
وتقول "نيويلز أولد بويز لا يوجد بالنسبة لي. إنني أتحدث عن نفسي ، ليس عن زوجي أو أبنائي أو عائلتي. تبقى نقطة سوداء في القلب لكن الحياة كفيلة بكل شئ".
واثنان من أبناء خالة ليونيل ميسي هما الشقيقان ماكسميليانو وإيمانويل بيانكوتشي ، لاعبي كروز أزول المكسيكي وميونيخ 1860 الألماني على الترتيب ، ما يدفع للتفكير بأن جينات نجم برشلونة الكروية جاءت من ناحية والدته.
وتوضح الأم "إننا نقول له ذلك دائما ، لكن الواقع أن والدي لا يعرف شيئا عن كرة القدم ولم تعجبه قط ، ولم يتابعها سوى في سن كبيرة عندما بدأ الأولاد اللعب ، لكننا نقول ذلك دوما ، إننا نحن (الوالدتان) من نقل جينات الكرة ، لأن أبناء شقيقتي مارسيلا رائعون في كرة القدم".
وتؤكد سيليا كوتشيتيني أنها حماة رائعة "ولداي الكبيران متزوجان ، وعلاقتي بزوجتيهما أكثر من ممتازة فهما رائعتان. إنني أحبهما كما لو كانتا ابنتاي. ومع أنتونيللا (روكوتسو، صديقة ميسي التي يواعدها منذ أكثر من عام) نحن في مرحلة تعارف لذا فأنا لم أحدد رأيا بعد".
وأضافت "دائما ما أقول لميسي أن اختياره سيكون جيدا بالنظر إلى طبيعته كشخص وطيبته. إنه يحلم بإنجاب الأطفال فهو يعشق أبناء أشقائه ويعيش لهم. أتمنى أن يتزوج أفضل فتاة في العالم".
ولم تساور الأم أدنى شكوك عن تمنياتها لنجلها سواء على الصعيد الرياضى أو الشخصى: “في مسيرته ، بالتأكيد أن يفوز بكأس العالم. أمنيتي الآن هي أن يفوزوا بكأس العالم المقبلة كي تعود الجماهير للوثوق بالفتيان" لاعبي المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم.
وأضافت "وعلى المستوى الشخصي أن يقابل فتاة تشعره بالسعادة الحقيقية وأن يبقى كما هو ، شخصا بسيطا طيبا ومحبا لنا ولأشقائه ، وأن يسعد دائما لأنه يستحق ذلك".
وكذلك لم تساورها الشكوك فيما تخشى عليه منه "الإصابات بالتأكيد. وعلى المستوى الشخصي أن يقابل أحدا يبعده عنا. أريده أن ينصت إلينا دوما ، لأننا نسعى لتقديم أفضل النصائح له".
ميسي وبرشلونة .. قصة معجزتين
في عام 1992 كان "برشلونة ، أكثر من أي وقت" هو شعار أولمبياد برشلونة ولكن هذا الشعار تغير مجددا بعد مرور سنوات طويلة وأصبح شعار المدينة هو الأسطورة ميسي الذي خلف في العاصمة الكتالونية نشاطا وحيوية وشعورا بالحياة والعالمية أكثر من أي وقت سابق.
وأصبح الشاب الأرجنتيني المتألق ليونيل ميسي نجم هجوم فريق برشلونة الأسباني لكرة القدم هو معشوق مشجعي الساحرة المستديرة في هذه المدينة خاصة وفي العالم كله بشكل عام.
وتحول المهاجم الشاب إلى خطر حقيقي يهدد أسطورة كل من البرازيلي بيليه والأرجنتيني الآخر دييجو مارادونا.
ويستطيع ميسي بالفعل التفوق على أسطورتي بيليه ومارادونا إذا واصل تألقه من خلال بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وقاد منتخب بلاده إلى الفوز باللقب العالمي الثالث لراقصي التانجو والأول منذ عام 1986 .
وقد تسنح الفرصة أمام ميسي من خلال إحدى لحظاته الساحرة التي تبدو على وفاق تام معه.
ويقدم ميسي عادة عروضه الكروية الساحرة على استاد "كامب نو" في برشلونة الذي يشهد عادة نحو 100 ألف مشجعا يحتشدون في مدرجاته مع كل مباراة يخوضها الفريق.
وفي كل مباراة يخوضها ميسي تزداد فرصته في التفوق التام على منافسه الأول على عرش أفضل لاعب في العالم في الوقت الحالي وهو البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الأسباني الذي فشل حتى الآن في فرض نفوذه بالدوري الأسباني في ظل وجود الملك المتوج ميسي.
وقال رونالدو نفسه مؤخرا لدى سؤاله عن ميسي "ميسي لا يلعب بمفرده وزملاؤه يقدمون إليه صنيعا هائلا. أي شخص يمكنه تحليل كرة القدم سيعرف ما أتحدث عنه".
ورغم ذلك ، اعترف رونالدو بقيمة وإمكانيات ميسي حيث قال إنه يرى ميسي بالفعل "ضمن أفضل اللاعبين حاليا ودائما".
وأصبح السبب وراء انتقال ميسي إلى برشلونة معلوما جيدا في الوقت الحالي ، حيث قال والده إنه لم يستطع إيجاد الدعم الذي يحتاجه في الأرجنتين ولذلك اتجه إلى أسبانيا بمساعدة الكشاف جوسيب ماريا مينجيلا وهو نفس الشخص الذي أحضر مارادونا إلى برشلونة من قبل.
واستضاف مينجيلا في منزله الواقع بالقرب من بيدرالبس اللاعب السابق مارادونا في عام 1982 كما استضاف ميسي ووالده في عام 2000 .
وأعجب مينجيلا كثيرا بميسي ولكنه لم يستطع مساعدته وإن اندهش من ولائه الشديد للأرجنتين.
والحقيقة أن ميسي أطلق على منزله بإحدى ضواحي برشلونة لقب "روساريو الصغيرة" نسبة إلى مدينة روساريو مسقط رأسه.
وقال مينجيلا ضاحكا "ميسي منغلق على عائلته. إنه حتى لا يتحدث اللهجة الأسبانية المحلية وإنما يتحدث باللهجة الاسبانية المستخدمة فى الأرجنتين.. ستكون مفاجأة للكتالونيين إذا قال شيئا بلهجتهم".
ولكن ذلك ليس مرجحا ،في الوقت الحالي على الأقل. ووجهت مجلة "رولينج ستون" مؤخرا سؤالا إلى ميسي عما إذا كان يرغب في نقل روساريو بأكملها إلى شواطئ البحر المتوسط ، وأجاب اللاعب "ربما أتمنى ذلك لأنها مدينتي".
ولدى سؤاله عما سيأخذ معه لو سنحت له لأخذ بعض الأشياء القليلة من مدينة روساريو لينقلها معه إلى شواطئ المتوسط ، قال ميسي "لا أعلم ماذا سآخذ معي لأن كل شيء مختلف".
وأوضح ميسي إن "أفضل ذكرياته" ما زالت في روساريو حتى وإن لم ينس أنه ترعرع في برشلونة.
ويبدو وضع ميسي أمرا غير معتاد. كل عائلته تعيش في مدينة برشلونة الأسبانية كما تعيش فيها صديقته أيضا. ولكن إذا سمعته يتحدث وإذا سألت عن تذوقه الموسيقي وإذا تابعت نظامه اليومي ، سترى أنه كلما طال غيابه وابتعاده عن الأرجنتين كلما زاد حنينه وحبه إليها.
كل ذلك على الرغم من حقيقة واضحة وهي أن عام 2009 كان عصيبا للغاية بالنسبة له على مستوى مشاركاته مع المنتخب الأرجنتيني.
وفي الوقت الذي قاد فيه ميسي أوركسترا برشلونة السيمفوني الكروي ليفوز بستة ألقاب في عام 2009 ، عانى اللاعب مرارا خلال مبارياته مع المنتخب الأرجنتيني حيث ظهر بمستوى أقل كثيرا من مستواه مع ناديه.
وصب مشجعو ومعلقو الأرجنتين سيلا من الاتهامات الشديدة على اللاعب الشاب بعدما فشل في الظهور بالمستوى المطلوب منه مع المنتخب الأرجنتيني. وذكر المشجعون والمعلقون "ميسي سيلعب من أجل المال فقط. لا يستطيع أن يشعر بالأرجنتين ، إنه يفتقد الشخصية ولا يعلم السلام الوطني الأرجنتيني".
وصرح الأخصائي البدني خوانيو براو الذي عمل لنحو عقد من الزمان مع ميسي إلى وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قائلا "إنه أمر غير عادل تماما لأن ليونيل (ميسي) يرحب بالموت من أجل بلاده ، إنه يحب اللعب للمنتخب الوطني".
ويتعامل براو مع ميسي لمدة 350 يوما في كل عام وأصبحت العلاقة بينهما على ما يرام لأن جسد ميسي الذي كان عرضة للإصابة بشكل مستمر أصبح أقوى كثيرا في آخر عام ونصف العام.
وقال الأرجنتيني دييجو بيروتي نجم فريق أشبيلية الأسباني مازحا "إذا ركلته (ميسي) فإنك من سيصاب".
ويفضل ميسي طبق أرجنتيني يطلق عليه "ميلانيزا نابوليتانا" كما يعشق الشيكولاتة والآيس كريم بالفراولة بالإضافة للفواكه والخضروات.
ونجح ميسي من خلال الإصرار الشديد على التألق في أن يصبح كما هو الآن حيث يستطيع تسجيل الأهداف بشكل رائع سواء بقدمه اليمنى أو برأسه كما يستطيع اللعب في خط الوسط وفي مركز صانع اللعب وكذلك في مركز رأس الحربة وذلك كله في غضون ثوان قليلة.
وكذلك كان رد ميسي على الانتقادات العنيفة التي وجهت إليه في الأرجنتين حيث التزم الصمت ورد بالأداء الرائع في الملعب والعروض الراقية والأهداف الغزيرة والتي كان في مقدمتها أهدافه الأربعة في لقاء برشلونة مع أرسنال بدوري أبطال أوروبا في نيسان/أبريل الماضي.
كذلك حظي ميسي بإشادة هائلة من مارادونا المدير الفني الحالي للمنتخب الأرجنتيني والذي يتقبل حاليا عقد المقارنات بين ميسي من ناحية وبينه والبرازيلي بيليه من ناحية أخرى.
وفي برشلونة ، لم يعد هناك أي قلق. لأن العروض الهزيلة لميسي مع المنتخب الأرجنتيني لا تؤثر على الإطلاق في أدائه مع برشلونة في المباريات التالية مباشرة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]