[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إنَّ الوسيلةَ الأولى لإصلاحِ النفس، وتزكيةِ القلبِ، والوقايةِ من المشكلات وعلاجها هو العلم.
وعليه فمن أرادَ النجاحَ، وأراد الزكاةَ والصلاحَ فلا طريق له سوى الوحيين الكتاب والسنة: قراءةً، وحفظاً، وتعلماً.
ولو تأمّلنا في حال سلفنا الصالح بدءاً من النبي -صلى الله عليه وسلم- وانتهاءً بالمعاصرين من الصالحين لوجدنا أنَّ القاسمَ المشتركَ بينهم هو قراءةُ القرآن في الصلاة عامة وفي صلاة الليل خاصة، والعملُ المتفق عليه عندهم الذي لا يرون الإخلالَ به، ولا التفريطَ فيه حَضَراً ولا سفراً، صحةً ولا سقماً، هو الحِزْبُ من القرآن.
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ نَامَ عن حِزْبِه أو عن شيء منه فَقَرَأَه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتِبَ له كأنما قَرَأَه من الليل) [صحيح مسلم ج1/ص515(747)].
إنّه الحرصُ على عدم فواته مهما حالتْ دونه الحوائلُ أو اعترضته العوارضُ، إنهم يعلمون يقيناً أن هذا هو غذاء القلب الذي لا يحيا بدونه، إنهم يحرصون على غذاءِ القلب قبل غذاءِ البدن ويشعرون بالنقص متى حصل شيء من ذلك، بعكس المفرّطين الذين لا يشعرون إلا بجوعِ أبدانهم وعطشِها، أو مرضها وألمها، أما ألمُ القلوب وعطشُها وجوعها فلا سبيلَ لهم إلى الإحساس به.
إنَّ قراءةَ القرآن في صلاةِ الليلِ هي أقوى وسيلة لبقاءِ التوحيد والإيمانِ غضًّا طريًّا نديًّا في القلب، إنّه المنطلق لكل عَمَلٍ صالح آخر من صيامٍ، أو صدقةٍ، أو جهادٍ، وبرٍّ وصلة.
لما أرادَ الله -سبحانه وتعالى- تكليفَ نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- بواجبِ التبليغ والدعوة وهو حِمْلٌ ثَقِيلٌ جدًّا، وجّهه إلى ما يُعينه عليه وهو القيامُ بالقرآن:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [ المزمل:١ – ٧].
مفاتح تدبر القرآن، د/ خالد اللاحم